فوضى "خلاقة"

فوضى "خلاقة" ومواطن قائد

  • فوضى "خلاقة" ومواطن قائد

اخرى قبل 5 سنة

 

فوضى "خلاقة" ومواطن قائد

الكاتب: عبد الاله الاتيرة

حذرنا لسنوات من قيام حكومة الاحتلال الاسرائيلي بالعمل الحثيث على خلق جيش الظل من المستعمرين الارهابيين في الارض المحتلة وتحضيرهم لمثل هذا اليوم، والان علينا تبني استراتيجيات مقاومة شعبية ترتكزعلى عدم السماح للمستعمرين في البؤر والمستعمرات الارهابية بالتمادي والاستفراد بالطرق الفلسطينية وبث الرعب والتخويف.

 

تداعت الدعوات الى توجيه السائقين بين المدن الفلسطينية بالسير جماعات وليس بشكل منفرد، وزيادة السرعة لدى التعرض للرشق بالحجارة، ضمن توجيهات أخرى، واذ نؤكد عليها فاننا ندعو المواطنين ايضا الى تشكيل لجان المقاومة الشعبية على الارض وعلى كل جزء من ارضنا وكلها ارضنا حتى تلك التي اقيمت عليها المستعمرات. ليس علينا ان ننتظر تواجد الاعلام في المكان، فكل مواطن صحفي ومدعو الى التواصل والحراك وتصوير الانتهاكات الاسرائيلية والاقتحامات المستمرة لجيش الاحتلال وللمستوطنين ونشرها، كل فلسطيني مسعف وقائد ميداني، ونحن جميعا مشروع شهادة. ان ادراك المحتل لهذه الحقيقة دفعه الى محاولة ادخال المنطقة في فوضى خلاقة الهدف منها استهداف هيبة المؤسسة الرسمية واحداث شرخ على مستوى الثقة بين الشارع وقيادته والدفع باتجاه استهداف منظمة التحرير الفلسطينية والتي نقرؤها من خلال دعوة النائب البرلماني في الكنيست الاسرائيلي العنصري أورون حزان الى قتل الرئيس محمود عباس ونائبه محمود العالول ابو جهاد الذي قدم ابنه شهيدا برصاص جنود الاحتلال منذ 18 عاما ومن خلال البوسترات التي دعت الى قتل السيد الرئيس على الواجز الاسرائيلية المقامة على مداخل مدن وقرى رئيسية.

 

تمر القضية الفلسطينية الان في واحدة من أدق المراحل واكثرها خطورة، لا لاننا نختلف سياسيا كفلسطينيين او مع الاحتلال والادارة الامريكية التي تحاول فرض حل سياسي وحيد مقبول لديهما وهو تصفية القضية الفلسطينية، بل لاننا حققنا انجازات لا يمكن تجاهلها، نجم عنها هذا الحصار السياسي على شخص الرئيس والحصار الميداني والاقتحامات على الارض وهذا الفائض من دم الشهداء وتنفيذ سياسة هدم البيوت فيما لا تزال مسألة الانقسام تراوح مكانها في اطار الحفاظ على مكتسبات الانقسام والمصالح الضيقة لبعض الاطراف.

 

المقاومة الشعبية سياسة تبناها المجلس الثوري استجابة لقناعات السيد الرئيس لادارة المرحلة، اما المواجهة التي يتم فرضها علينا على طرقاتنا وفي قرانا وفي مدننا ومخيماتنا، فهي ما يتم جرنا اليه لاكثر من هدف منها ما يتعلق بترحيل ازمات نتياهو السياسية والملاحقات القضائية له بتهم الفساد الى الشعب الفلسطيني على هيئة حروب واقتحامات ومنها ما يتعلق باحداث شرخ بين الشعب واجهزته الامنية والتي وللاسف تتساوق معها بعض الاطراف الفلسطينية من خلال الصور التي يتم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي مجتزأة ومقتطعة من سياقها العام لصالح تحقيق هذا الهدف، او وضع الاجهزة الامنية موضع المساءلة والتندر على خلفية الاقتحامات الاسرائيلية المستمرة للمدن الفلسطينية والمخيمات، والتي يجب ان نستثمرها كفلسطينيين على انها قرار اسرائيلي احادي الجانب بنسف اوسلو.

 

الشارع الفلسطيني عاطفي وصادق، لا نختلف على هذا، لكننا الان احوج ما يكون الى العقل، نحن في حالة حرب، وبعيدا عن المناوشات الداخلية، فان عدونا واحد هو الارهاب الاسرائيلي حكومة ومستوطنين.

 

نحن نواجه اشرس حرب لا اخلاقية وارهابية على عدة مستويات، فلا تتركونا نواجهها وحدنا. نتنياهو يحشرنا في المدن والقرى والمخيمات فيما مستعمريه الارهابيين يستجمون بمياهنا او يعتدون على اهلنا على الطرقات وفي القرى باسلحة قامت الحكومة الاسرائيلية بتزويدهم بها، فهل يعتقد هو وصانعو السياسات الارهابية من حكومته المتطرفة في الضفة الغربية المقسمة بالمستعمرات ان الفلسطينيين لن ينفجروا في وجوههم؟

 

الوضع البائس الذي وصلت اليه القضية الفلسطينية والذي نجم عن تراجع المجتمع الدولي عن التدخل وانشغال اوروبا بانتفاضة السترات الصفر وتداعيات الازمات التي يتضح انها ليست بريئة، والانحياز الواضح للادارة الامريكية الحالية للارهاب الاسرائيلي ستؤدي الى تداعيات على صعيد القضية الفلسطينية وخصوصا بعد الحصار الدبلوماسي القوي الذي قاده الرئيس في الامم المتحدة ومواقفه الواضحة من مبعوثي الادارة الامريكية الذين يتبن انهم يجهلون الف باء الصراع وبنود الاتفاقيات الموقعة وتاريخ القضية الفلسطينية في المنطقة ما يذكرنا بمواقف الخالد ابو عمار مع مادلين اولبرايت.

فهل سنُترك وحدنا؟

كل فلسطيني قائد، وكل حي لجنة، وكل منطقة ادارة واعية للازمة. كل مواطن صحفي، اقولها: صوِّر وانشر، ونحن كقيادة سنتكفل ببناء كل بيت تم هدمه واحتضان كل جريح واعالة اسرة كل شهيد وسنكون في المواجهة.

الفوضى بادوات محلية مرفوضة والمواجهة مع الارهاب الذي يخرج من بؤر الارهاب الاسرائيلية وبتصريحات حكومة الارهاب الاسرائيلي لن يبث فينا الخوف.

 

القادم اعظم ونحن كذلك.

 

التعليقات على خبر: فوضى "خلاقة" ومواطن قائد

حمل التطبيق الأن